السفيرة نيكي هايلي
الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة
بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة
مدينة نيويورك
17 نيسان/أبريل، 2018
مثلما ورد
شكرا سيدي الرئيس. شكرا للسيد لووك على الإيجاز وكذلك المبعوث الخاص غريفيث، وترحب بكم الولايات المتحدة في هذا المجلس. فقد توليت إحدى المهام الدبلوماسية الأكثر صعوبة في العالم، ونحن نشكرك على ذلك. تدعم الولايات المتحدة بالكامل جهودك لإيجاد حل سياسي للنزاع في اليمن. كما نقدر على وجه الخصوص تواصلك السريع مع جميع الأطراف اليمنية المعنية. ونأمل أن تتواصل جميع الأطراف مع الأمم المتحدة دون شروط مسبقة.
إن اليمن قضية ينبغي أن تكون من السهل علينا جميعا أن نتفق بشأنها. فاليمن ليست سوريا. كما نتفق على أنه ينبغي أن يكون هناك سلام في اليمن، وأن هذه الحرب قد تسببت في خسائر فظيعة للشعب اليمني. حيث أن الخدمات الحكومية، مثل المدارس والمستشفيات والمياه النظيفة، تكاد تكون بالكاد موجودة.
وهذه الفوضى هي البيئة المثالية للجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة وداعش للعثور على ملاذ آمن والتخطيط لهجمات يمكن أن تهددنا جميعا. وأن العثور على السلام أمر ملح. لكن الدفع من أجل السلام يتطلب منا ألا نكافئ السلوك السيئ. حيث يتطلب من إيران والحوثيون، على وجه الخصوص، إن يدركوا جيدا جديتنا عندما يتعلق الأمر بنشاطهم المزعزع للاستقرار. وأن سعينا للسلام لا يعني أننا ننظر في الاتجاه الآخر عندما يتخذون خطوات لجعل هذه الحرب أسوأ.
وينبغي على إيران وقف تدخلها وانتهاكها للحظر المفروض على الأسلحة المفروض في هذا المجلس لتحقيق سلام دائم في اليمن. حيث أطلق الحوثيون مجموعة أخرى من الصواريخ الباليستية ضد المملكة العربية السعودية في الأسبوع الماضي. كما تسبب حطام صاروخ حوثي ضد العاصمة السعودية في مقتل مدني في نهاية آذار/ مارس. لقد حذرنا من قبل بأن الأمر كان مسألة وقت فقط قبل أن تتسبب هجمات الحوثي في سقوط ضحايا من المدنيين في المملكة العربية السعودية.
ولقد تحقق هذا التوقع الآن.
كل يوم يزداد خطر زيادة الصراع الإقليمي. ولم يعمل هذا المجلس مع ذلك على محاسبة الحوثيين وإيران على الأسلحة التي تنتهك حظر الأسلحة وقرار مجلس الأمن رقم 2216. لقد ذهبنا جميعًا إلى العاصمة واشنطن لمشاهدة هذه الصواريخ مباشرة. لنرى كيف أن الصواريخ التي سقطت على المملكة العربية السعودية قدمت أصلا من إيران. ثم دعمت لجنة الخبراء المستقلة والمحايدة التابعة للأمم المتحدة ما أظهرنا لكم وأكدت عدم امتثال إيران للقرار رقم 2216.
وأن الأدلة موجودة وقوية. حيث أن الحوثيون لم يكتشفوا وحدهم كيفية بناء وإطلاق الصواريخ الباليستية التي تزيد مسافة مسيرها عن ألف كيلومتر لتضرب العاصمة السعودية. فإيران تدعمهم. وإن اتخاذ هذا المجلس إجراء لوقف تدفق الأسلحة إلى الحوثيين سيكون خطوة إلى الأمام للمساعدة في حل هذه الحرب. كما ينبغي على الحوثيين أن يدركوا أنهم إذا استمروا في استخدام الأسلحة المحظورة في الحرب، فإن المجتمع الدولي سوف يتحد في إدانتهم. وأن الولايات المتحدة تدعم قدرة شركائنا السعوديين على الدفاع عن حدودهم ضد هذه التهديدات. سنواصل الضغط في هذا المجلس من أجل تحقيق المساءلة الحقيقية.
إن الحوثيين لا يظهرون أي علامة على وقف صواريخهم التي تطلق باتجاه المملكة العربية السعودية. ومن الضروري أن يجتمع هذا المجلس ليوضح أن هذه الاستفزازات غير مقبولة. ونأمل مع جميع الأطراف، ولاسيما الحوثيين، أن يروا في وصول السيد غريفيث كفرصة للبدء في مسار جديد. وقد حان الوقت منذ زمن لجميع الأطراف أن تبدي المرونة وضبط النفس في خدمة تسوية تفاوضية حقيقية. وأظن إن سمعنا من اليمنيين العاديين فأن هذه هي ستكون نفس الرسالة التي سيرسلونها.
لقد شددت الأمم المتحدة على المخاطر الإنسانية الجمة. وخلاصة القول أن 18 مليون يمني لا يعرفون ما إذا سيحصلون على وجبة غذاء أخرى. يجب أن يتغير شيء ما.
ولهذا السبب الولايات المتحدة تؤكد على أنه يجب على جميع الأطراف بذل المزيد من الجهود لتوسيع نطاق الوصول إلى البضائع التجارية والمساعدات الإنسانية. ونحن نقوم بدورنا. حيث قمنا بتمويل أربعة رافعات متحركة لميناء الحديدة، والتي من المتوقع أن ترفع من تدفق البضائع عبر الميناء. كما وتدعم الولايات المتحدة آلية الأمم المتحدة للتقصي والتحقق كأداة للتصدي لخطر تهريب الأسلحة وفي نفس الوقت السماح بوصول السفن التي تحمل بضائع مشروعة إلى اليمن.
ومن الأهمية بمكان أن يبقى ميناء الحديدة مفتوحا أمام حركة الملاحة التجارية والإنسانية. ونحن نقدر الخطوات التي اتخذتها الأطراف المعينة للحفاظ على تشغيل الميناء. وينبغي أن يكون عمال الإغاثة قادرين على التحرك بحرية في جميع أنحاء البلاد لتقديم المساعدة الإنسانية للمحتاجين.
وقد انضمت الولايات المتحدة إلى المانحين في اتخاذ خطوات للاستجابة لهذه الأزمة الإنسانية. وقد أعلنا عن تقديم مساعدات إنسانية بقيمة 87 مليون دولار لليمن في هذه السنة المالية. ونحن نشيد بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص على تقديم ما يقرب من مليار دولار كمساهمة في استجابة الأمم المتحدة الإنسانية.
وطالما استمرت الحرب فإن على الأطراف المتصارعة أن تهتم بالطريقة التي ينفذون بها هجماتهم من أجل تخفيض المعاناة الإنسانية على الأرض. ونحن ندعو جميع الأطراف إلى اتخاذ التدابير المناسبة للتخفيف من خطر وقوع إصابات في صفوف المدنيين وتدمير البنى التحتية المدنية.
وتعمل الولايات المتحدة لتقديم الدعم للتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية مع تقليل الخسائر في صفوف المدنيين. ويجب على الحوثيين وقف قصفهم العشوائي وضمان وصول المساعدات الإنسانية من غير حرف أو تأخير. الحرب في اليمن في نقطة تحول حاسمة. ولدينا مبعوث جديد مستعد لتعزيز السلام.
ويمكن أن يتخذ هذا المجلس خطوات لمعالجة استفزازات الصواريخ الباليستية الحوثية وتعزيز وصول المساعدات الإنسانية ودعم العودة إلى طاولة المحادثات. هذه هي الأهداف التي يجب علينا أن نتقاسمها. لذا ينبغي ألا نتردد في اتخاذ إجراء حاسم كمجلس أمن لتحقيقها.
وهذا يعني عدم الخوف من تعرية الحوثيين وداعميهم الإيرانيين بالاسم في القرارات المستقبلية. وهذا يعني فعليا الضغط على الأطراف للتفاوض بحسن نية في عملية الأمم المتحدة. ويعني أيضا الاستجابة بسخاء لمناشدات الأمم المتحدة الإنسانية والإصرار على مطالبنا للدخول غير المقيد للمساعدات الإنسانية. حيث إذا استعطنا عمل هذه الأشياء، فإننا سنضع بذلك الأسس لتسوية سياسية دائمة.
وشكرا.