كلمة المبعوث الخاص الأميركي الخاص لليمن تيم ليندركينغ مؤتمر إعلان التبرعات لتفادي أخطار ناقلة النفط صافر، الذي استضافته الأمم المتحدة وهولندا

وزارة الخارجية الأميركية
مكتب شؤون الشرق الأدنى
11 أيار/مايو 2022 

 

كلمة المبعوث الخاص الأميركي الخاص لليمن تيم ليندركينغ
مؤتمر إعلان التبرعات لتفادي أخطار ناقلة النفط صافر، الذي استضافته الأمم المتحدة وهولندا

 

لاهاي، هولندا
الساعة: 9 صباحًا.
(كما ألقي) 

شكرا جزيلا لمملكة هولندا والأمم المتحدة على دعوتهما لي لإلقاء كلمة في مؤتمر إعلان التبرعات وعلى استضافة هذا الحدث الهام. تشيد الولايات المتحدة بمنسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي على قيادته المجتمع الدولي من أجل إيجاد حل فوري ودائم للتهديدات التي تشكلها ناقلة النفط صافر المهجورة، وللدور القوي الذي تلعبه مملكة هولندا. قبل بضعة أسابيع، انضممت إلى منسق الأمم المتحدة والسفير الهولندي في اليمن بيتر ديريك هوف في جولة شملت زيارة العديد من دول الخليج بغية زيادة الوعي بالتهديدات التي تشكلها ناقلة النفط صافر على الخليج والمنطقة بأسرها – وليس فقط على اليمن. انضممنا إلى الجهود المبذولة لحشد الدعم لخطة الطوارئ التي وضعتها الأمم المتحدة لتفريغ النفط من صافر لتجنب كارثة بيئية إقليمية، واضطراب اقتصادي مع تداعيات عالمية، وتفاقم أسوأ أزمة إنسانية في العالم في اليمن. يعاني اليمنيون بالفعل من أسوأ أزمة إنسانية في العالم بسبب الحرب الدائرة؛ ولا يمكنهم تحمل تحد إنساني آخر ناجم عن تسرب نفطي كارثي من صافر أو انفجارها.

نحن في لحظة محورية في اليمن. في الشهر الماضي وحده، شهدنا بعضا من أهم ما تحقق من تقدم منذ سنوات في جهودنا المشتركة لإحلال السلام في اليمن. للمرة الأولى منذ ست سنوات، تصمد هدنة تقودها الأمم المتحدة لمدة شهرين بدعم لا لبس فيه من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. تعمل الهدنة على تحسين حياة ملايين اليمنيين – من خلال تمكين تدفق السلع الأساسية وتحسين حرية التنقل وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وإنقاذ الأرواح.  ومن الأهمية بمكان أن يؤمن الطرفان الهدنة الحالية من خلال الالتزام بشروطها، بما في ذلك فتح الطرق المؤدية إلى المدن المتنازع عليها مثل تعز وتسهيل الرحلات الجوية من وإلى صنعاء. يجب على الأطراف الآن العمل بشكل عاجل مع الأمم المتحدة لتحويل الهدنة الحالية إلى وقف شامل لإطلاق النار وعملية سياسية شاملة. ونحن يجب علينا أيضا البناء على الزخم الإيجابي من الهدنة التي تفاوضت عليها الأمم المتحدة في اليمن واغتنام الفرصة لاحتشاد المجتمع الدولي وراء جهود الأمم المتحدة للتصدي للتهديدات التي تشكلها صافر. إن التوقيع مؤخرًا على مذكرة تفاهم بين الأمم المتحدة والحوثيين لدعم مبادرة عاجلة لتجنب خطر حدوث تسرب أو انفجار في الناقلة صافر يوفر لنا فرصة كبيرة.

إذ إن من شأن تسرب أو انفجار في الناقلة صافر أن يكلف المنطقة مليارات الدولارات من الإيرادات المفقودة، ويقضي على مصايد الأسماك والشعاب المرجانية التي تشكل جزءًا من النظام البيئي البحري للبحر الأحمر، ويعطل حركة الملاحة البحرية المهمة عالميا التي تمر عبر باب المندب. وتقدر تكاليف التنظيف وحدها لمثل هذه الكارثة بنحو 20 مليار دولار. عندما جنحت سفينة “إيفرغيفن” في قناة السويس، بلغت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن ذلك أكثر من 9 مليارات دولار يوميًا – وأي تسرب من صافر من شأنه أن يبطئ أو يوقف حركة المرور البحرية عبر باب المندب ويهدد بحدوث اضطراب مماثل وتأثير سلبي. قارنوا هذه المليارات بـ 144 مليون دولار اللازمة لتنفيذ خطة الأمم المتحدة ذات المسارين، والتي تشمل 80 مليون دولار مطلوبة بشكل عاجل لعملية طارئة لنقل نفط صافر إلى سفينة أو ناقلة مؤقتة، وهي عملية يمكن أن تبدأ في وقت مبكر من شهر حزيران/يونيو. ويتعين على المانحين في الخليج والمنطقة وخارجها، بما في ذلك الجهات الفاعلة الخاصة، التقدم واغتنام هذه الفرصة. ندعو القطاع الخاص – الذي يمكن أن يخسر الكثير في حالة حدوث مثل هذه الكارثة – إلى الانضمام إلينا في اتخاذ إجراءات عاجلة.

لقد قدمت الولايات المتحدة دعمًا تقنيًا، وعلميًا، والمناصرة على مستوى رفيع لمواجهة هذا التهديد الذي يلوح في الأفق. وساهم خبراء الإنقاذ في الفريق القومي الأميركي للاستجابة لحالات الطوارئ بخبرتهم بتقديم المشورة وصقل خطة الأمم المتحدة – وقد منحنا تقديرهم المستقل الثقة في أن الخطة التي تطلبون تمويلها هي مهمة احترافية رفيعة المستوى أخذت في اعتبارها كل المخاطر الكامنة في هذه النوعية من العمليات. لقد دعمت الولايات المتحدة جهود الأمم المتحدة بشأن التخطيط للتجهيز، وأحوال الطوارئ، وردود الأفعال. وقد اعتمدنا على خبراء في هذا المجال من الحكومة الأميركية والمجتمع الأوسع نطاقًا من الخبراء الأميركيين لتقديم المشورة والمساعدة لخطط الأمم المتحدة لمواجهة الخطر. وأجرى العلماء الأميركيون وإدارة الوكالة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي مراجعات مفصلة لنماذج تقنية حول الآثار التي يمكن توقعها- وأسفرت مراجعاتهم عن أنه لا يوجد أي شك في أن أي سيناريو، لحدوث تسريب من صافر ستكون له عواقب وخيمة على اليمن، والخليج، وما هو أبعد من ذلك في البحر الأحمر برمته. وببساطة فإننا لا نستطيع الانتظار حتى نرى إن كانت تلك النماذج ستصبح حقيقة واقعة – ينبغي أن نتصرف الآن لتمويل الخطة التي تم تطويرها بعناية شديدة، والمطروحة أمامنا. وإن وزارة الخارجية الأميركية، بالعمل مع الكونغرس والوكالات الأميركية الأخرى، تستكشف بكل جدية كيفية حشد مزيد من الدعم لتلك المهمة الملحة التي تقودها الأمم المتحدة، وسيكون لدينا المزيد عن هذا الموضوع خلال الأيام القليلة القادمة، عقب إطلاقها اليوم. إننا نعول على انضمام مانحين آخرين أثناء تنفيذ تلك المهمة. وسيكون ذلك العامل الحاسم في تحديد ما إذا كان البحر الأحمر سيستمر في كونه مصدرًا للثروة البيئية والاقتصادية للخليج والمنطقة والمجتمع الدولي، أم أن الناقلة صافر سيُكتب لها أن تُذكر في التاريخ بأنها من أسوأ المآسي التي كان يمكن تجنبها. تلك هي المخاطر.

إننا نشكر كل المانحين الذين تعهدوا اليوم بدعمهم ونحث الذين يفكرون في المساهمة على العطاء بسخاء لتلك المهمة لتوفير الـ 144 مليون دولار لخطة الأمم المتحدة ذات المسارين، التي تتضمن 80 مليون دولار مطلوبة على عجل للعملية الطارئة. إن اليوم يمثل فرصة فريدة لكي نقوم أخيرًا بمواجهة تهديدات صافر للخليج والمنطقة، والتراث البيئي والخطوط البحرية ذات الأهمية العالمية. وينبغي علينا أن نغتنم تلك الفرصة – وأن نتخذ إجراءات لكي نتجنب العواقب الوخيمة الاقتصادية، والبيئية، والإنسانية لحدوث تسرب للزيت أو انفجار في البحر الأحمر. شكرًا لكم.