يعاني اليمن من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم, مع نزوح ملايين الأشخاص, و ضعفهم ومعاناتهم مع الجوع والفقر. لقد أدى الصراع المستمر إلى تعطيل تعليم ملايين الأطفال الذين ما زالوا يواجهون العنف والصدمات وانعدام الأمن، إذ فات العديد من الأطفال سنوات من الدراسة أو لم يذهبوا إلى المدرسة على الإطلاق.
ولكن الأمل موجود. بفضل مشروع بوابة التعليم، الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والمنفّذ من منظمة إنقاذ الطفل بالشراكة مع منظمة الإبداع الدولية، يحصل الآلاف من الأطفال غير الملتحقين بالمدرسة على فرصة للعودة إلى المدرسة للتعلم والشفاء من خلال الفن.
يدعم المشروع مراكز التعليم غير الرسمي التي توفر برامج تعليمية مرنة ومكثفة للأطفال الذين لم يستطيعوا متابعة التعليم النظامي. تقدم هذه المراكز أيضًا جلسات الشفاء من خلال الفنون، حيث يمكن للأطفال التعبير عن مشاعرهم وعواطفهم من خلال الرسم والتلوين والنحت والتمثيل والغناء والرقص.
*مريم، البالغة من العمر 14 عاماً وتعيش في منطقة متأثرة بالصراع، هي إحدى المستفيدات من المشروع. لم تكن مريم مسجلة في مدرسة التعليم النظامي عندما كانت صغيرة لأسباب شخصية وعائلية. ولحسن الحظ، دعم المشروع تشكيل لجنة تعليم مجتمعية وساعدها على التسجيل في فصل دراسي في أحد مراكز التعليم غير الرسمي المجتمعية الخاصة بالمشروع. لقد درست في مركز تعليم غير رسمي حتى تم دمج فصلها في مدرسة تعليم نظامي في منطقتها.
بالإضافة إلى تعلم اللغة العربية والرياضيات والعلوم، شاركت مريم مع زملائها في جلسات فنية أسبوعية نظمتها معلمتها اشتياق. ولأنها تحب الرسم والتلوين، تجد مريم هذه الجلسات مفيدة وممتعة للغاية لأنها تجعل التعلم ممتعًا.
قالت مريم: “لقد قمنا اليوم بنشاط يسمى’عكة المشاعر’، إذ نرسم كعكة ونلونها بألوان مختلفة تعكس ما نشعر به: سعيدة، وحزينة، و خائفة، ومتفائلة، وقلقة وغيرها. أود أن أصبح رسامة عندما أكبر لأن هذا ما يجعلني سعيدة ويساعدني على التخلص من أي توتر أشعر به”.
السيدة اشتياق واحدة من أكثر من 150 معلمة متطوعة درّبهن المشروع على مناهج التعلم والتعليم في حالات الطوارئ، كما تلقت تدريبًا على أفضل سبل تحقيق الشفاء من خلال جلسات الفنون للأطفال.
قالت اشتياق: “هذا برنامج قيّم لإسهامه في رفاهية الطلاب ومساعدتهم على التعامل مع الضغط النفسي والصدمات. نقوم بنشاط منظم ومصمم لمساعدة الطلاب على فهم المشاعر المختلفة التي يشعرون بها في الوقت الحالي والتعبير عنها وإيصالها بشكل أسبوعي. ويمكّن هذا النشاط الطلاب ويمنحهم الشجاعة لمشاركة مشاعرهم مع أقرانهم وفهم أنفسهم وفهم بعضهم البعض بشكل أفضل “. وتضيف اشتياق بأن “الأنشطة الفنية مهمة جدًا في العملية التعليمية، خاصة في بلد مثل اليمن الذي يعاني من حرب طويلة الأمد. كان معظم هؤلاء الطلاب صغارًا عندما اندلعت الحرب، ولا يزال الكثير منهم يتذكرون الحرب وما حدث فيها، وقد يعاني البعض منهم من اضطراب ما بعد الصدمة. ويُمكّنني التعرف على مشاعرهم من تعديل طرق التدريس الخاصة بي لتتناسب مع احتياجات كل طالب بشكل أفضل”.
يعزز مشروع بوابة التعليم الوصول الآمن والعادل إلى التعليم الجيد من خلال النظام المدرسي الرسمي (النظامي) وغير الرسمي (الغير نظامي) للفتيان والفتيات اليمنيين – في المجتمعات المضيفة ومجتمعات النازحين داخليًا – وللطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة. ويصل المشروع من خلال فصول التعليم غير الرسمي وجلسات الفن إلى بعض الأطفال الأكثر ضعفاً في اليمن ويساعدهم بشكل كبير على التعلم والتعامل مع تأثير الأزمة وإعدادهم لمستقبل أكثر إشراقًا. يدعم المشروع أيضًا المرافق الآمنة والمطورة، وتحسين مواد التعليم والتعلم، والدعم المؤسسي الأقوى لنظام التعليم، وزيادة مشاركة المجتمع، وإمكانية وصول الأطفال ذوي الإعاقة.
* استُخدم اسم مستعار للحفاظ على هويتها.