تصريحات في إيجاز لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن

السفير ريتشارد ميلز
نائب ممثل الولايات المتحدة في الأمم المتحدة
نيويورك، نيويورك
16 كانون الثاني/يناير 2023

بحسب إلقائها

شكرا يا حضرة المبعوث الخاص غروندبرغ ومساعد الأمين العام غريفيث على إيجازيكما وجهودكما المتواصلة الرامية إلى وضع أساس عملية سلام شاملة تحسن حياة الشعب اليمني.

ما زالت الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء الوضع في اليمن، ولكن من المهم بمكان أن نلحظ التقدم المحرز. كان القتال مستمرا في الداخل اليمني منذ عام، وكانت هجمات الحوثيين تهدد المدنيين في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ولكن تسود اليوم فترة من الهدوء النسبي وانخفض عدد الضحايا المدنيين بشكل كبير وتتواصل عناصر الهدنة الرئيسية.

تشعر الولايات المتحدة بالقلق إزاء انتهاء اتفاق الهدنة، إلا أننا ما زلنا نأمل أن تتمكن الأطراف من التوصل إلى اتفاق جديد وموسع يمهد الطريق نحو سلام شامل ومستدام. ولتحقيق هذا الهدف، ينبغي على الحوثيين تغيير مسارهم بشكل طارئ واختيار المفاوضات بدل الهجمات على البنية التحتية الاقتصادية في اليمن.

نحن نشهد على تداعيات كبيرة من الهجمات الإرهابية المتكررة التي يشنها الحوثيون على الموانئ اليمنية والشحن الدولي، إذ تهدد هذه الهجمات بإعادة اليمن إلى حالة الصراع وحرمان اليمنيين من الموارد التي تشتد الحاجة إليها، ومفاقمة الأزمة الإنسانية.

لقد تسببت هجمات الحوثيين بضغط هائل على الاقتصاد اليمني وأخفقت التقدم الذي أحرزته الحكومة بشق الأنفس باتجاه موازنة ميزانيتها، إذ ترفع هذه الهجمات كلفة الشحن من اليمن وإليه، كما ترفع أسعار السلع بالنسبة إلى العائلات التي تكافح أصلا من أجل تدبر أمورها.

تتناقض هذه الهجمات بشكل صارخ مع تصريحات الحوثيين القائلة إنه على الشعب اليمني الاستفادة من موارد اليمن، فعوضا عن ذلك، حرمت الهجمات التي يشنها الحوثي البلاد من عشرات الملايين من الدولارات من العملة الصعبة التي يحتاج إليها كل شهر لاستيراد الغذاء والوقود لإطعام السكان ونقل السلع الأساسية. يجب أن تتوقف هذه الهجمات والأذى الذي تسببه للشعب اليمني.

تأمل الولايات المتحدة أن يواصل المجتمع الدولي اتخاذ موقف قوي ضد الهجمات الإرهابية التي يشنها الحوثيون على البنية التحتية الاقتصادية في اليمن، وبخاصة في هذه اللحظة الحرجة.

تواصل إيران إرسال الأسلحة إلى الحوثيين على الرغم من فترة الهدوء الحالية، وقد اعترضت الولايات المتحدة منذ مجرد عشرة أيام مركبا محملا بآلاف بنادق الكلاشنكوف من إيران للحوثيين، وكانت هذه ثالث عملية اعتراض في الأشهر القليلة الماضية. لا يفيد التدخل الخارجي القاتل المماثل بشيء، بل يؤجج الحرب والمعاناة في اليمن في وقت يدعو فيه اليمنيون الحوثيين إلى التفاوض لإنهاء الحرب.

تتمثل أفضل طريقة ليحقق الحوثيون أهدافهم المعلنة المتمثلة في دفع رواتب القطاع العام وتسخير موارد اليمن لصالح شعبه وتحسين الوضع الإنساني بالجلوس مع حكومة الجمهورية اليمنية والتوصل إلى اتفاق سياسي برعاية الأمم المتحدة. وحدها المحادثات اليمنية-اليمنية قادرة على معالجة القضية الأساسية المتمحورة حول كيفية استخدام موارد اليمن، ووحده الاتفاق السياسي اليمني-اليمني قادر أن يعكس مسار الأزمة الإنسانية الرهيبة في اليمن.

نرحب بضبط النفس الذي تمارسه الحكومة اليمنية والتزامها المتواصل بالسلام. إن دعم الحكومة المتواصل بعناصر الهدنة، بما في ذلك تسهيل استيراد الوقود ومواصلة الرحلات التجارية من صنعاء، يبين الجهود التي تبذلها لتخفيف معاناة اليمنيين.

نثني أيضا على إنشاء فريق تفاوض سياسي، مما يمثل إشارة واضحة إلى استعداد الحكومة لحل هذا النزاع، ونأمل أن يتمكن هذا الفريق من تكثيف مشاركاته مع المبعوث الأممي الخاص.

أما في المجال الإنساني، فلا تزال الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء التقارير التي تتحدث عن قيود كبيرة مفروضة على إمكانية الوصول الخاصة بعملية المساعدات كما سمعنا للتو. نحن ندعم جهود الأمم المتحدة لمواجهة هذه التحديات ونحث الأطراف، وبخاصة الحوثيين، على تمكين تقديم المساعدات بما يتماشى مع المبادئ الإنسانية. وندعو إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن كافة موظفي الأمم المتحدة والموظفين المحليين للحكومة الأمريكية المحتجزين، فكثيرين منهم محتجزون منذ أكثر من عام ويستحقون العودة إلى عائلاتهم.

وما زلنا نشعر بالقلق إزاء الانتهاكات المزعومة ضد المهاجرين على الحدود مع المملكة العربية السعودية، ونحث كافة الأطراف على السماح لمحققي الأمم المتحدة بالوصول إلى جانبي الحدود لإجراء تحقيق شامل في هذه الادعاءات.

تثني الولايات المتحدة في الختام على العمل الهام الرامي إلى معالجة الوضع الحرج الذي فرضته ناقلة النفط صافر، فقد اجتمعت الجهات المانحة لتجنب كارثة بيئية واقتصادية. وننضم إلى الآخرين في حث الأمم المتحدة على اعتماد مقاربة استشرافية والنظر في الخيارات الإبداعية المتاحة لتنفيذ هذا المشروع. وكلما انتظرنا أكثر، زاد خطر وقوع تسرب نفطي كارثي. وما زلنا ملتزمين بالمساعدة في معالجة الوضع ونؤكد على أننا نتوقع من الأمم المتحدة تسريع تنفيذ المشروع.

سيدي الرئيس، أود في الختام أن أشير إلى أن العام 2023 يوفر فرصة فريدة للسلام، والولايات المتحدة والمجتمع الدولي جاهزان لدعم عملية السلام والتعافي، ولكن ينبغي أن يختار اليمنيون أنفسهم السلام. وندعو الحوثيين إلى المشاركة بحسن نية والاستفادة من هذه الفترة الفريدة من الهدوء النسبي واختيار السلام ومستقبل زاهر بدل المزيد من الحرب والمعاناة.

شكرا.


للاطلاع على النص الأصلي: https://usun.usmission.gov/remarks-at-a-un-security-council-briefing-on-yemen-14/

هذه الترجمة هي خدمة مجانية، مع الأخذ بالاعتبار أن النص الانجليزي الأصلي هو النص الرسمي.