تصريحات الوزير تيلرسون ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير

Great Seal of the United States

الوزير تيلرسون: حسناً، شكراً جزيلاً يا معالي وزير الخارجية الجبير، وكما قلت في وقت سابق من اليوم، هذه زيارتي الثالثة إلى الرياض هذا العام كوزير للخارجية. ومن الواضح أنّ ذلك يدل على أهمية العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، ويسرني على وجه الخصوص أنني أتيت للمشاركة في هذه الجلسة الافتتاحية لمجلس التنسيق الذي أنشئ بين المملكة العربية السعودية والعراق. كما أود أن أشكر جلالة الملك سلمان، وصاحب السمو الملكي ولي العهد محمد بن سلمان، ومعالي السيد الجبير على إعطائي الكثير من الوقت في اجتماعاتنا اليوم. جرت بيننا تبادلات جيدة جداً.

أكرر أنّ إنشاء مجلس التنسيق هذا وإعادة فتح العلاقات بين المملكة العربية السعودية والعراق أمر بالغ الأهمية لاستقرار المنطقة ومستقبل العراق وللبلدين. أعتقد أنّ العراق يتطلع نحو المستقبل، ونحن نعلم أنهم يريدون اقتصاداً آمناً ومستقراً، ويريدون التمتع بالقدرة على تلبية احتياجات جميع مواطنيهم، ويريدون بوجه خاص تطوير القدرات الحكومية على مقاومة أي نفوذ خارجي، وأن يكون بلدهم قادراً على الصمود بمفرده. وأعتقد أنّ ذلك يتطلب إصلاح وإعادة بناء العلاقات التاريخية بين العراق وجيرانه العرب، والتي فقدت في خلال العقدين أو الثلاثة عقود الماضية بسبب الصراع. أعتقد أنّ هذه المشاركة مهمة جداً بالنسبة إلى الشعب العراقي – العراقيين السنة والشيعة والأكراد – وهم قادرون على الاندماج الآن مع جيرانهم العرب والمملكة العربية السعودية ودول الخليج وغيرها.

ستكون مجالات التعاون هذه مفيدة جداً للمملكة العربية السعودية أيضاً كجزء من رؤية 2030 والنهوض بالاقتصاد السعودي وتنويعه. ستنشأ فرص اقتصادية جديدة عن هذه الركائز التنسيقية التي تم الاتفاق عليها بموجب الاتفاق السعودي العراقي. لذلك أكرر أنّ هذا أمر بالغ الأهمية ووقت بالغ الأهمية لكلا البلدين.

كما ذكرت، أتيحت لي فرصة عقد اجتماعات جيدة وجادة مع صاحب الجلالة وولي العهد ومعالي وزير الخارجية. وناقشنا في خلال تلك الاجتماعات السياسة الجديدة للرئيس ترامب تجاه إيران، وقدم الملك سلمان تأييداً قوياً جداً لهذه السياسة لمواجهة السلوكيات الخبيثة لإيران في المنطقة. ويعتقد بلدانا أنّ من يقومون بأعمال تجارية مع الحرس الثوري الإيراني وأي من كياناته – سواء الشركات الأوروبية أو غيرها من الشركات في مختلف أنحاء العالم – يقومون بذلك مع مخاطرة كبيرة. ونأمل أن تنضم الدول الأوروبية ودول أخرى حول العالم إلى الولايات المتحدة فيما نحدد هيكلاً للعقوبات يحظر بعض أنشطة الحرس الثوري الإيراني التي تثير عدم الاستقرار في المنطقة وتخلق الدمار فيها، كما في حالة مشاركتهم في اليمن ومشاركتهم في سوريا أيضاً.

وناقشنا في خلال اجتماعاتنا أيضاً الصراع في اليمن، والنزاع الخليجي الجاري، وعدداً من القضايا الإقليمية الهامة الأخرى، وسوريا طبعاً. وكما ذكر معالي الوزير للتو، ناقشنا التهديد الخطير الذي تفرضه كوريا الشمالية على تلك المنطقة والعالم أجمع. ونحن نشعر بقلق عميق إزاء هذه الحالة. وتتطلع الولايات المتحدة إلى مواصلة روح التعاون ومتابعة قمة الرياض الهامة التي حضرها الرئيس ترامب بدعوة من جلالة الملك في وقت سابق من هذا العام. انبثق عدد كبير من القرارات الهامة عن تلك القمة، وسيزور مسؤولون أمريكيون آخرون المنطقة لمتابعة الالتزامات التي تم التعهد بها في قمة الرياض أيضاً.

لذلك أعتقد أنّ كل هذا يشير إلى وجود علاقة قوية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والتزام حقيقي بأمن هذه المنطقة من العالم واستقرارها، ولهذا تروننا هنا في كثير من الأحيان. لدينا الكثير مما نقوم به ولكنه عمل مجد جداً سيحقق المزيد من الأمن والاستقرار في المنطقة. لدينا شريك رائع، ألا وهو المملكة العربية السعودية، ونحن نتطلع إلى تحقيق أمور كثيرة معاً في المستقبل.

الوزير تيلرسون: حسناً، أعتقد أنّ توفير فرص للعراق للصمود بمفرده… وبالتالي، هذه الفرص الاقتصادية حيوية لإعادة بناء الاقتصاد العراقي أولاً وإعادة بناء الكثير من بنيته التحتية. وفي هذا الصدد، نعزز العراق كبلد مستقل وكامل، ونحن نسعى إلى دعم العراق ككل، وكذلك المملكة العربية السعودية، وإلى أن يكون العراق آمناً ومستقراً ويتمتع بالقدرة على الصمود بمفرده. نعتقد أنّ ذلك سيعالج من بعض النواحي بعض التأثيرات غير المنتجة لإيران داخل العراق.

لا شك في أنه ينبغي للميليشيات الإيرانية الموجودة في العراق أن تغادر البلاد الآن وقد انتهت الحرب ضد داعش. ينبغي على أي مقاتلين أجانب في العراق العودة إلى ديارهم والسماح للشعب العراقي باستعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها داعش وتم تحريرها من التنظيم الآن والسماح للشعب العراقي بإعادة بناء حياته بمساعدة جيرانه. وأعتقد أنّ هذا الاتفاق بين المملكة العربية السعودية والعراق هو عنصر حاسم في مساعدة الشعب العراقي على القيام بذلك وسيعزز العلاقة بين العراق والعالم العربي من جديد.

الوزير تيلرسون: حسناً، تحافظ الولايات المتحدة على علاقات قوية جداً مع مختلف الدول المشاركة في نزاع قطر، بما فيها قطر. وتعتزم الولايات المتحدة الحفاظ على تلك العلاقات القوية والإيجابية الهامة جداً. هذه علاقات مهمة من وجهة نظر أمنية ومن وجهة نظر اقتصادية، لذلك لا تنوي الولايات المتحدة تغيير موقفها أو علاقاتها مع الدول الأربعة في المجموعة الرباعية ولا مع قطر. العلاقات هامة مع البلدان الأربعة.

وكما أشرنا في الماضي، نأمل أن تتمكن البلدان من إجراء حوار والتوصل إلى حل للخلافات القائمة بينها واستعادة وحدة مجلس التعاون الخليجي، الذي نعتبره منظمة هامة وقوية جداً من حيث كيفية إدارته وتوفيره للاستقرار في المنطقة. لذلك نشجع الحوار. ويحدونا الأمل في أن يكون ثمة سبيل ليوفق الطرفان خلافاتهما ويعيدان مجلس التعاون الخليجي إلى مكانته السابقة.